ما الذي يجعل المرأة تفضل النوم على ممارسة الجنس؟



تفيد جمعية النوم الأفضل أن 79% من النساء يفضلن الحصول على ليلة نوم هانئة على ممارسة الجنس. ما السبب وراء ذلك؟
أحد الأسباب التي يمكن أن تكون وراء كون النساء يسعين إلى تجنب الحميمية، أنهن لا يجدن أن الممارسة الجنسية مهمة بقدر النوم. ستفضل الكثير من النساء الحصول على ليلة نوم جيدة على أي شيء آخر مثل وجبة جيدة، التسوق، تمارين رائعة، الخ.
سبب جيد آخر لذلك أن الكثيرين منا محرومون من النوم مما يجعل ليلة نوم هانئة بالنسبة لنا أفضل من أي شيء آخر يمكن أن نفعله.
دراسة أخرى قامت بها نفس المجموعة في عام 2007، وجدت أن 72% من النساء اللواتي شاركن في الدراسة، أفدن أنهن يعانين من مشاكل في النوم مرتين في الأسبوع على الأقل.
لكن ما السبب وراء كوننا مستيميتين على النوم ومدى تأثير ذلك على فترة الرومانسية بين الزوجين؟
من الواضح أن مسألة قلة الوقت مشكلة موجودة وقائمة بحد ذاتها. فالعديد من الأشخاص لديهم قائمة لا نهاية لها من الأعمال التي يجب القيام بها. فالعمل الآن أكثر تطلباً من السابق، ومن خلال البريد الإلكتروني والرسائل النصية يمتد العمل إلى ساعات المساء وعطلة نهاية الأسبوع ايضاً. فقبل جيل واحد فقط كان بإمكان الناس التوقف عن العمل عند الخامسة مساءاً ولا يمكن لرؤساءهم في العمل وزبائنهم الوصول اليهم في عطلة نهاية الأسبوع. لقد أدى هذا الشكل الجديد من التوفر الى تواصل أفضل وجعل الحياة تسير بسلاسة أكبر، لكن بالنسبة لبعض الأزواج فإن هذه المتطلبات تأخذ الكثير من الوقت المخصص للإجتماعات العائلية.
إن كانت نوعية نومنا أفضل، هل سيساعد هذا في الأمر؟
يحذر الخبراء من استخدام غرفة النوم لأشياء غير النوم وممارسة الجنس. إذ من الممكن أن يؤدي العمل في السرير إلى مشاكل في النوم (إضافة إلى المشاكل الجنسية العامة).
إن وجود الكثير من الإضاءة والأضواء الناتجة من الأجهزة الإليكترونية تؤثر على النوم إضافة إلى جعل الغرفة دافئة جداً.
حسناً، ما مقدار النوم الذي نحتاجه؟
قام الباحثان Shawn Youngstedt و Daniel Kripke بإجراء دراستين في جمعية السرطان الأمريكية واللتان شملت أكثر من مليون متطوع. ولاحظ الباحثان إن الأشخاص اللذين ينامون سبع ساعات أن عوارض الشيخوخة التي تظهر لديهم بعد ست سنوات أقل مما لدى اولئك اللذين ينامون لفترات أقصر أو أطول. إن مجموعة الأشخاص اللذين ينامون فترات أقل، أو اللذين ينامون أكثر من ثمان ساعات، معرضون لمخاطر الشيخوخة بشكل أكبر، لكن المخاطر كانت أكثر لدى اللذين ينامون فترات أطول.
وذكر الباحثان أن تحديد ساعات النوم للذين ينامون أكثر من ثمان ساعات، فكرة جيدة.
يختلف الأمر من شخص إلى آخر، لكن بصورة عامة يجب جعل سبع ساعات من النوم هي الهدف ليس أقل ولا أكثر من ذلك بكثير.
ليس لدى غالبية النساء مشكلة النوم لفترات طويلة، فنومهن قليل جداً وليس جيداً. إن وجود الأطفال ضمانة أكيدة للنوم المتقطع. فحين يكون هناك صغار في المنزل فمن المفهوم أن نوم الزوجين سيكون متقطعاً. على أية حال، حين يكبر الصغار قليلاً أو يكونوا في سن المدرسة يجب أن يكون لذهابهم إلى النوم الأولوية لدى الزوجين. إن الكثير من الأزواج يتقبلون أن ينام الأطفال معهم في السرير كأمر لا بد منه بما أن الأطفال يرفضون الذهاب إلى النوم، وهذا على الأرجح سيؤدي إلى إيقاظهم من قبل أطفالهم لأي سبب.
من المهم ترسيخ مفهوم أن غرفة النوم منطقة خاصة بالوالدين فقط وغير مسموح للأطفال أن يجعلوا غرفة نوم الوالدين إمتداد لغرفهم. إضافة إلى ذلك، قد يسمح الأزواج الذين ليس لديهم أطفال، بالمقاطعات من العمل، الهاتف، الحيوان الأليف للحيلولة دون حصولهم على نوم مستمر غير متقطع ووقت للحميمية أيضاً.
قبل كل شيء، إجعلا غرفة النوم خاصة بكما أنتما فقط. ثانياً، من أجل الحصول على نوم أعمق، ينصح بعض الخبراء التحديد قبل التسلية في السرير بالأشياء الممتعة والباعثة للتفاؤل وتجنب المآسي التي يمكن أن تطلق شرارة نموذج القلق (تذكر النساء للقلق على الأطفال، المسائل المالية والعائلية أمور تعمل كباثق لشرارة مشكلة الاستيقاظ في منتصف الليل). ووفقاً لرأي الباحثين Michael H. Bonnet و Donna L. Arand، "هناك دليل قوي أن إختصار النوم أو إظطراب عملية النوم يؤثر على المزاج، الأداء، الإنتباه والنشاط ويمكن أن يؤدي إلى الأذى أو الموت. على ضوء ذلك، فإن النصيحة الطبية التي تضمن عدم حدوث أذى ستكون "تجنب الحرمان من النوم".
لذا إن كان هناك اضطراب في النوم سيعاني الجميع. من الممكن أن يكن النساء على حق حين يفضلن أن ينلن قسطاً جيداً من النوم على ممارسة الجنس. إذ يحتمل أنهن يدركن بحسهن أنهن سيكن في خطر إن لم ينلن قسطاً كافياً من النوم. فقد أظهرت أحدث الأبحاث أن النسوة اللواتي يعانين من حالات متكررة من عدم النوم معرضات بشكل أكبر لمخاطر المشاكل الصحية أكثر من الرجال.
وجدت مجموعة من الباحثين في المركز الطبي في جامعة ديوك، بقيادة الدكتور
Edward  Suarez بروفسور مساعد في قسم الطب النفسي وعلوم السلوك، أن النساء اللواتي ذكرن أنهن يعانين من نوم غير صحي معرضات بشكل متزايد لخطر الإصابة بأمراض القلب، السكري من النوع الثاني، والاكتئاب.
إذا كيف يمكن الحصول على نوم أفضل؟
إضافة إلى إبقاء غرفة النوم مظلمة وباردة، ينصح الخبراء بتجربة جدول عام معين فيما يتعلق بيومنا والالتزام به. الذهاب إلى النوم كل ليلة عند نفس الوقت أو قريباً منه، لكن أيضاً، ممارسة النشاطات الأخرى مثل الإستحمام، تمشية الكلب عند نفس الوقت المحدد لذلك أو قريباً منه كل يوم. ولقد أفادت مجلة Sleep أن هذا السلوك المجدول يتيح للمصاب بالأرق أن ينام بشكل أسرع.
لذا، يجب التوقف عن العمل والإسترخاء. فقد أشارت دراسة حديثة في مجلة Psychophysiology العالمية أنه حتى المهام البسيطة مثل الإجابة على الإيميلات تزيد من تركيز الذهن، جاعلة من الصعب الإستغراق في النوم، لذا يجب تحديد وقت للإسترخاء.
إضافة إلى ذلك، تجنبا التقليل من السوائل. لقد وجدت دراسة في جامعة بنسلفانيا أن الأشخاص الذين ينالون قسطاً كافياً من النوم هم اللذين يشربون ماءاً أكثر من اللذين ينامون مدة ست ساعات أو أقل. لكن الإعتدال واجب في كل شيء – يجب تجنب شرب الكثير من الماء قبل الذهاب الى النوم والحرص على البقاء مرتوياً على الدوام من دون إفراط.
أمر آخر، الإستماع إلى الموسيقى الهادئة يساعد أيضاً على الوصول إلى مستويات نوم أعمق، لذا حدد قائمة الموسيقى الهادئة التي ترغب في سماعها من الآن. بالإمكان قراءة بعضاً من الكتاب المقدس أيضاً قبل النوم، فهذا الأمر يهدئ النفوس ويبعث فيها الراحة والطمأنينة.
يجب تحديد المشاكل الصحية التي من الممكن أن تقف عائقاً أمام كل من النوم والحميمية. من الضروري إستشارة الطبيب عن المشاكل التي تتداخل مع النوم. من الممكن أن يكون لأشياء مثل تكرار الحاجة الى التبول، أو تلازم الساق غير المريح حلول بسيطة سيتجاوب معها جسدك وتكون مسألة النوم أسهل وأفضل. نفس الشيء ينطبق على الجنس. يجب مناقشة أي تغيرات مع الطبيب قبل تقبل الأمر ببساطة على أساس أن هكذا تسير الحياة. إن نوعية النوم والعلاقة الحميمية الأفضل هي الغاية التي يجب الوصول إليها.