حين يكون هناك شعور بأن الطرف الآخر في الزواج لم يعد جذاباً لك: عدم الرضا جنسياً.







إتصلت بي مؤخراً إحدى القارئات لتخبرني قصتها على أمل الحصول على بعض الأجوبة. سنطلق عليها اسم "حواء".
لقد كتمت حواء سراً في السنوات الخمس الأخيرة من زواجها المستمر منذ عشرين عاماً. كلا، لم تكن في علاقة محرمة، وهي ليست جاسوسة لأي جهة.
إن سر حواء أبسط من ذلك كثيراً، لكنها تخشى أن يؤدي ذلك إلى إنهاء زواجها.
حسناً ما هو سر حواء؟ لم تعد حواء تجد زوجها سعد جذاب جنسياً. هي تعاني من حالة مزمنة من عدم الرضا الجنسي والشعور بالسطحية.
إلتقى سعد وحواء أول مرة عندما كانا كليهما طالبين جديدين في جامعة كاليفورنيا الجنوبية USC وعاشا في مساكن الجامعة.
لعب سعد في فريق الجامعة للتنس. لقد كان طويل الساقين، يقرب طوله من ستة اقدام. لقد كان شعره أسود غزير، ويملك إبتسامة ساحرة. وأفضل ما في الأمر، أنه من صنف الرجال الذين يلتزمون بإمرأة واحدة، وكان غارقاً في حب حواء.
تزوج الحبيبان حواء وسعد بعد سنتين من التخرج من الجامعة وسرعان ما كان لديهما ثلاثة أطفال صغار. شق سعد طريقه إلى تكوين شركة محاماة مرموقة، في حين بقيت حواء في البيت لتربية أولادهما الثلاثة.
من وصف حواء للمسألة، يظهر أنها كانت قلقة من أن يكون سعد قد فقد إهتمامه بها. لقد إكتسبت الكثير من الوزن نتيجة إنجاب الأطفال. في بعض الأوقات كانت حواء تشعر بالملل من "كونها أم فقط". ولم يكن لديها الوقت، وخاصة حين كان الأطفال صغاراً، للتزين ووضع المكياج، تغيير تسريحة شعرها. لكن حب زوجها لها لم ينقص.
أخيراً، حين دخل أطفالها إلى المدرسة الإعدادية، أصبح لدى حواء المزيد من الوقت للإعتناء بنفسها. فقررت التخلص من الوزن الزائد، فقامت بأخذ دروس في لعبة التنس في المركز الرياضي. ومن المفارقات، أن سعد تخلى نهائياً عن لعب التنس في حين بدأت حواء بحب هذه اللعبة، وتحسنت مهارتها فيها إلى درجة الفوز في عدد من المنافسات.
لقد خسرت 20 كيلوغراماً في السنة الأولى من لعب التنس و 15 كيلوغراماً أخرى في السنة التالية، مما جعل جسمها يصبح في أفضل صورة.
في تلك الأثناء بدا سعد كأنه إكتسب كل الوزن الذي فقدته حواء، فقد مساحات من شعره الأسود الرائع وبدأ بتدخين السيجار. كل ذلك أدى ببساطة، إلى جعل حواء تفقد رغبتها في زوجها. وعاهدت نفسها أن لن يكون هناك المزيد من ممارسة التنس. فهي لم تنحرف عن المسار، لكنها قلقة من أنها محكوم عليها بحياة من عدم الرضا الجنسي.
سألت حواء إن كانت قد حاولت التكلم مع سعد حول هذا، فأجابتني بالنفي، لأنها شعرت بأنها ستكون أنانية وأن عليها أن تقدر زوجها لدوره كأب وزوج. وأن هذه الأشياء لوحدها يجب أن تكون كافية لجعل سعد جذاباً لها وخاصة أنه استمر في حبه لها في المرحلة السابقة من عدم الجاذبية التي كانت فيها والتي افصحت هي عنها.
لقد كانت تخشى من أنها إن أخبرت سعد بما تشعر به، ستنتهي حياتهما الجنسية بالكامل لأنه من الممكن أن لا يبدأ بالممارسة الحميمية بعد الآن.
لقد كانت نصيحتي لحواء أن تكون صادقة مع زوجها وجعله يعلم أن هذا الأمر يمثل مشكلة بالنسبة لها، وبالتالي فإن هذا الأمر يكون نقطة ضعف في حياتهما الزوجية. ومع أني أصدق حواء حين قالت أنها لا تخون زوجها، إلا أنني أخشى عليها أن تضعف وتسقط في هذه الهوة.
بالنسبة لي في حياتي الزوجية الممتدة لإثنتي عشر عاماً، كانت لي حصة من المطبات الجنسية وأوقات لم نجد فيها الآخر جذاباً. ففي إحدى الليالي ذهبت إلى السرير مع زوجي لنندس في الفراش مستعدين للنوم حين بدأ زوجي بتقبيلي. كلا، هذه ليست مجرد قبلة. ربما هذا تمهيد لممارسة الجنس؟ هناك طريقة واحدة لإكتشاف ذلك.
"عزيزي؟"
"نعم".
"هل تريدني أن أخلع واقية أسناني؟"
"أجل حبيبتي إخلعيها".
من الطبيعي أن يكون هناك الكثير من اللعاب ممتد بين فمي وواقية الأسنان حين قمت بخلعها. طلب مني زوجي إن لم أكن أمانع فرش أسناني قبل أن نستمر. هل من الممكن أنه لا يجد أن واقية الأسنان مثيرة؟
لقد كنت أقوم بغسل شعري مرتين في الأسبوع، وإلا سيصبح مجعداً، لذا كان زوجي في بعض الأحيان يطلب مني أن أغسل شعري قبل أن أندس في الفراش لأن "رائحتي مثل رائحة ولد بعمر ثمان سنوات خسر مباراة قذف البيض ونال دزينة من صفار البيض في شعره".
وزوجي أيضاً لم يكن الرجل المثالي.
في إحدى الليالي ذهبنا إلى السرير وبدأ زوجي في التقدم لممارسة الجنس بعد شهر من هياج كاربوهيدرات خميرة الخبز الأبيض. "عزيزي" قلت له بنبرة حلوة عذبة، "لا استطيع ممارسة الجنس بوجود هذه البطن الكبيرة".
نعم لقد فعلت ذلك.
للحق أقول، كان زوجي مستاءاً من هذا التصريح المكبوح، لكن ردة فعله على هذا الإحراج كان خسارة 8 كيلوغرامات من وزنه.
ما تعلمته من حياتنا الزوجية أن الممارسة الجنسية في بعض الأحيان لا تكون رائعة أو مهمة جداً، لكن هناك أوقات أخرى تزدهر فيها الممارسة الحميمية مرة أخرى وتصبح مثيرة جداً. والتواصل بين الزوجين عن عدم الرضا، مع أنه يمكن أن يبدو غير ودود أو وضيع، هو ما يتطلبه الأمر للخروج من الرتابة والمطبات.

خلاصة الأمر أن التواصل بين الزوجين والتعبير عن ما يشعران به ويفضلانه فيما بينهما هو الحل لكل المشاكل الجنسية التي تطفو على السطح.