تأثير الهورمونات على النشاط الجنسي

تأثير الهورمونات على النشاط الجنسي



1-      كيف تؤثر الهورمونات على الرعشة الجنسية لدى الأنثى؟

هناك إعتقاد سائد بأن النشاط الجنسي، ومن ضمنه الرعشة الجنسية، يتأثر بالهورمونات بشكل كبير. لذا، من المنطقي توقع أن تناول الهورمونات، لأي سبب كان، سيؤثر على الرعشة الجنسية والمكونات الأخرى للسلوك الجنسي. وهذا صحيح في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى لا يكون كذلك، وذلك حسب الهورمون ومستوياته في الجسم قبل تناوله.
يتم إفراز الهورمونات من الغدد الصماء، والتي من ضمنها الغدد التناسلية (المبيض والخصيتان)، الغدة الكظرية، الغدة النخامية، الغدة الدرقية، والبنكرياس. تساهم الغدد بشكل مباشر في تطور السلوك الجنسي والتحكم فيه من خلال إفراز هورمونات الجنس: الأستروجين، الأندروجين (من ضمنها التيستوستيرون)، والبروجيستيرون.

من المفاجئ معرفة أن هورمون التيستوستيرون، والمعروف لدى الغالبية على أنه "هورمون الذكورة"، في الواقع مرتبط بشكل كبير بمسألة التجاوب الجنسي لدى المرأة. لقد أظهرت الكثير من الدراسات الرصينة مؤخراً أن وضع رقعة الأندروجين عبر الجلد – المصمم لإطلاق مقادير صغيرة ثابتة من هورمون التيستوستيرون عبر الجلد إلى مجرى الدم – له تأثيرات إيجابية على كافة جوانب التجاوب الجنسي لدى المرأة، ومن ضمنها الرعشة الجنسية والإشباع الجنسي. ووجد أن هذا يحدث لدى النساء في سن اليأس، ولدى اللواتي أجري لهن عملية إزالة المبيض، وكذلك النساء اللواتي يعانين من إضطراب - قصور الأندروجين. إن هذه العلاجات مصممة لتزويد النساء بكميات كافية لمحاكات المستويات الطبيعية التي يتم إفرازها من المبيض (ومن الغدة الكظرية)، لكنها قليلة كفاية لتجنب ظهور التأثيرات الجانبية (صفات الذكورة) غير المرغوب فيها.

لقد ظهر مؤخراً السترويد الإصطناعي المعروف باسم تيبولون (والذي لديه تأثيرات الأستروجين، البروجيسترون، والأندروجينك) في أوربا ودول أخرى، ولكن ليس في الولايات المتحدة الأمريكية، لعلاج الإضطرابات الجنسية لدى النساء. ولقد ظهرت نتائج من مؤسسات مختلفة تشير إلى أن هذا الهورمون الإصطناعي يحسن بشكل فعال غالبية نواحي الإستجابة الجنسية، ومن ضمنها الرعشة الجنسية. مع ذلك يرتبط التيبولون مع ارتفاع قليل في إحتمال الإصابة بذبحة صدرية.

إستخدام آخر للهورمونات، وبالطبع، من قبل ملايين النساء حول العالم، كطريقة لمنع الحمل. تستخدم وسائل منع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم، تركيبة من الأستروجين والبروجستين (بروجيستوجين إصطناعي). تباينت التقارير حول تأثيرات وسائل منع الحمل هذه على الإستجابة الجنسية، بشكل كبير – عدد قليل من النسوة يشتكين من تأثيرات سلبية، ونسبة قليلة أخرى أفادت بتأثيرات إيجابية. في أغلب الحالات، وتظهر الدراسات أن هذه التأثيرات ليست مختلفة بشكل كبير عن تلك التي تم الحصول عليها من استخدام دواء وهمي (حبة غير فعالة مطابقة بالشكل لحبوب منع الحمل الفعلية التي تحتوي على الهورمونات).

2-      كيف تؤثر الهورمونات على الرعشة الجنسية لدى الرجل؟

يتأثر السلوك الجنسي والفعاليات الجنسية لدى الذكر، من ضمنها الرعشة الجنسية، بنشاط الهورمونات. إن هورمونات الرجل الجنسية بشكل خاص، تؤثر على العملية الجنسية. ويتم إفراز هذه الهورمونات الأستيرويدية إلى مجرى الدم من قبل الغدد (الخصية) والغدد الكظرية (بشكل خاصة، جزء الغدة المعروف بقشرة الغدة الكظرية). إن مصطلح أستيرويد يشير إلى تركيبها الكيميائي، وعائلة الكيميائيات هذه تشمل ستيرويدات الجنس (أندروجين، إستروجين، وبروجستين) ومضادات الكظر (والتي تفرز من قبل قشرة الغدة الكظرية). على كل حال، إن الهورمون الذكري الأهم من بين الهورمونات هو التيستوستيرون، الأندروجين، والذي يتم إفرازه بشكل رئيسي من الخصيتين. إن عملية إخصاء الذكر (إزالة الخصيتين جراحياً) يؤثر بشكل كبير على الأداء الجنسي لديه.

كان إخصاء الرجل يطبق على الرجال والحيوانات منذ العصور القديمة. وهي عملية بسيطة نوعاً ما، لسهولة الوصول الى الخصيتين، وكانت هذه العملية تمارس في عدة حضارات لتأثيراتها البايولوجية والنفسية. وقد لوحظ في منتصف القرن التاسع عشر، أن إخصاء الديكة لا يؤدي إلى تغييرات جسدية فقط، لكنه يثبط نشاطها الجنسي أيضاً. وسرعان ما وجد العلماء أن من الممكن عكس تأثيرات عملية الإخصاء حين يتم وضع تطعيم خصية في الديكة المخصية. تم القيام بهذه التجربة على الكثير من أصناف الثدييات، من ضمنها البشر، وكان لها نفس النتائج.
بالفعل، تكللت تجربة الديكة بإيجاد حقل علمي كامل يعرف بعلم الغدد (دراسة الهورمونات وتأثيراتها). على الرغم من أن التأثيرات المعروفة لتقليل مستويات هورمون التيستوستيرون بالإخصاء، فإن المستويات الطبيعية للتيستوستيرون لا تضمن السلوك الجنسي والرعشة الجنسية الطبيعيين.

ليس من الممكن دائماً، تكوين إرتباط بين مستويات هورمون التيستوستيرون في مجرى الدم والنشاط الجنسي (الرغبة، القدرة على الإثارة، والرعشة الجنسية)، لكننا نعرف فعلاً أن الإنخفاض الواضح والمفاجئ في الرغبة الجنسية يمكن أن يحصل لدى الرجال الأصحاء حين يتم علاجهم بعقاقير تثبط إفراز التيستوستيرون لديهم.

نحن نعلم أيضاً إن العلاج الطبي بهورمون التيستوستيرون يؤثر على الرعشات الجنسية. لدى الرجال، يرتبط التقدم في السن مع إنخفاض إفراز التيستوستيرون، والإضطرابات الجنسية ومن ضمنها عدم القدرة على الحصول على الرعشة الجنسية. وفقاً لدراسة حديثة، فإن 30% من الرجال فوق سن الستين لديهم إشارات واضحة لما يعرف بـ hypogonadism (إنخفاض إفراز الأندروجين).

في الوقت الحاضر، التيستوستيرون هو العلاج الإعتيادي لهؤلاء الرجال، وأغلب الدراسات تشير إلى تحسن كبير في الحياة الجنسية بعد إستخدام هذا الهورمون. وأستخدمت المشتقات الكيميائية طويلة الأمد لهورمون التيستوستيرون بنجاح لتحسين النشاط الجنسي والقدرة على الحصول على الرعشة الجنسية لدى الرجال.
في الدراسات الحديثة تتم المعالجة بالتيستوستيرون بتقديمه عبر الجلد من خلال لصقة الجلد والتي تقدم مقادير منخفضة ثابتة من هورمون التيستوستيرون إلى مجرى الدم. وعلى الرغم من عدم وجود شك في أن التيستوستيرون يحسن الحياة الجنسية لدى الرجال الذين لديهم قصور جنسي، فليس هناك فهم واضح لكيفية عمله، هل يتم ذلك من خلال تأثيره على بنية الدماغ المتعلقة بالرغبة الجنسية والرعشة، أم بشكل مباشر من خلال زيادة الطاقة الجسدية و/ أو الحفاظ على بنية الأعضاء التناسلية.

كان هناك بعض الجدل حول التأثيرات الجانبية لعلاج الرجال الذين يعانون من قصور الغدد التناسلية بهورمون التيستوستيرون. إن بعض الباحثين يخشون من، على سبيل المثال، أن يؤدي العلاج بهذا الهورمون إلى تنشيط سرطان البروستات لدى الرجال كبار السن أو أن يسبب نقص المناعة. وقد كان هناك جدل قبل سنوات قليلة في الولايات المتحدة بين جمعية الغدد الصماء ومؤسسات الصحة الوطنية حول هذا الموضوع. ووجد في دراسات رصينة حديثة أن الجرعات المستخدمة فعلياً في علاج قصور الغدد التناسلية، ليس لها تأثيرات جانبية جدية. وفي الواقع، كان هناك تأثيرات جانبية إيجابية على صحة القلب والأوعية الدموية عند تناول الكميات المناسبة من التيستوستيرون. على أية حال، غالبية الأطباء لا يحبذون وصف التيستوستيرون للرجال الذين خضعوا لعلاج سرطان البروستات.

ليس هناك إجماع على إن كان للتيستوستيرون دور في إثارة الشهوة الجنسية. وقد أفادت بعض الدراسات أن تناول التيستوستيرون من قبل الرجال بمستويات طبيعية ـ يمكن أن يزيد من المتعة والنشاط الجنسيين. على أية حال، تقترح دراسات أخرى، عم وجود أي فائدة من زيادة مستويات الأندروجين فوق مستوى الإفراز الطبيعي من قبل الخصيتين.

إستخدام آخر للسترويدات، لأكثر من 30 عاماً، للرجال من جميع الأعمار (المنشطات) (الأندروجين الذي يعمل على تحفيز تخليق البروتين، وخاصة في العضلات) لكمال الأجسام. ومن هذه السترويدات هو 5-alpha-dihydrotestosterone  (DHT)، وهو منتج منشط إعتيادي من التيستوستيرون. ووجد أن الستيرويدات المنشطة مثل (DHT) في أغلب الحيوانات المختبرية لها تأثير أقل قوة بكثير في تحفيز السلوك الجنسي من التيستوستيرون، والظاهر أن هذا الأمر صحيح لدى الرجال أيضاً. على أية حال، بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن تناول DHT مع الأستروجين يمكن أن يستخدم لعلاج الضعف الجنسي وعدة أنواع أخرى من الإضطرابات الجنسية.